الثلاثاء، 14 أبريل 2009


اللقاء التشاوري لقيادات وزارة الخدمة المدنية والتأمينات: التركيز على بناء نظام إداري حديث يقوم على مبدأ الجدارة
صحيفة 26سبتمبر
الصوفي: توفر الإرادة لدى قيادات الوزارة أساس التحديث الاداري
عكست فعاليات اللقاء التشاوري لقيادات وزارة الخدمة- الديوان العام وأمانة العاصمة والمحافظات ومدراء عموم شؤون الموظفين في الوحدات الادارية والتي عقدت في مقر الوزارة مطلع هذا الاسبوع برئاسة الاخ حمود خالد الصوفي وزير الخدمة المدنية والتأمينات، طبيعة التوجهات الجديدة لعملية الاصلاح الاداري في أجهزة ومرافق الدولة في ضوء توجيهات واهتمامات القيادة السياسية ممثلة بفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الهادفة بناء نظام حديث للادارة العامة وجهاز اداري فاعل ومقتدر على تقديم الخدمات بكفاءة عالية، وبما يحقق شمول وعدالة الخدمات وتبسيط الاجراءات واخضاع الوظيفة العامة لمبدأ الجدارة، ومن أجل ايجاد ادارة كفؤة للموارد البشرية والمالية والاستخدام الأمثل للمال العام، وبالتالي توفير البيئة الملائمة لنمو القطاع الخاص، والاتجاه نحو اللامركزية وتفويض السلطة.
تغطية: طاهر العبسي - تصوير: احمد الصعدي
وفي بداية فعاليات اللقاء التشاوري القى الاخ وزير الخدمة المدنية والتأمينات كلمة امام المشاركين أكد من خلالها بأن عملية الاصلاح الاداري تحظى باهتمام كبير من قبل فخامة الاخ رئيس الجمهورية الذي دعا في اكثر من مناسبة الى إحداث ثورة ادارية في عموم وحدات الجهاز الاداري للدولة وبما يواكب طبيعة البناء المؤسسي للدولة اليمنية العصرية.
مشيراً الى ان الارادة في تحقيق التحديث الاداري هي الاساس اذا ماتوفرت لدى القيادات الادارية.
منوهاً في سياق كلمته الى ان هذا اللقاء يهدف الى ايجاد رؤية مشتركة لتنفيذ المهام الموكلة للخدمة المدنية، وهو الأمر الذي يتطلب المصارحة والمواجهة لما من شأنه تحقيق الاهداف المرسومة على أرض الواقع العملي.
مؤكداً على ضرورة ايجاد سياسة توظيفية جديدة ترتبط بالتنمية.. ودعا المشاركين الى ضرورة العمل بروح الفريق الواحد لانجاح الاصلاح الاداري وتحديث الادارة في مختلف الوحدات الادارية، وكذا انهاء عملية الازدواج الوظيفي من خلال البصمة البيولوجية وغيرها من الاجراءات التي سيتم اتخاذها.. مشيداً بكفاءة ومقدرة الكوادر التخصصية التابعة لوزارة الخدمة المدنية والتأمينات في تحقيق النجاحات النوعية في إطار مسار الاصلاح الاداري في الجهاز الاداري للدولة.
وأكدت الكلمة التي القاها الاخ نبيل شمسان وكيل الوزارة لشؤون الافراد رئيس اللجنة التحضيرية للقاء التشاوري، على الأهمية التي يكتسبها هذا اللقاء الذي يتأتى متزامناً مع جملة من المهام الماثلة امام وزارة الخدمة المدنية وفي مقدمتها تفعيل دور الوزارة في وحدات الجهاز الاداري للدولة..
وأشار في سياق كلمته الى العديد من الجوانب ذات الاهتمام في إطار الاصلاح الاداري الشامل.. منوهاً الى ضرورة خروج المشاركين في هذه الفعالية بقرارات وتوصيات تخدم مسار البناء التحديثي للادارة، وبما يطور من اداء واجبات ومهام وزارة الخدمة المدنية والتأمينات.
برنامج التجديد
وفي إطار الفعاليات ألقى د/ محمد الحزيزي محاضرة بعنوان «برنامج التجديد في تطوير الخدمة المدنية أوضح من خلالها اهداف البرنامج المتمثلة بنشر مفاهيم الابتكار والتجديد في اساليب واجراءات العمل لتقديم خدمات عامة للمواطنين باسلوب متميز من حيث الجودة والوقت والتكلفة والجهد، مع تهيئة اجهزة الخدمات العامة لتكون أكثر حساسية لضغوط الرأي العام واكثر تقيداً برغباته واتجاهاته على اساس من التخطيط المسبق.. كما تطرق في محاضرته في هذا السياق الى مسألة تمكين اجهزة الخدمات العامة من تبني المفاهيم والأساليب الادارية المعاصرة والتجارب الريادية الناجحة، والمرتكزات التكنولوجية المتقدمة، منوهاً الى ضرورة توفير الحوافز المادية والمعنوية للعاملين في مجال تطوير الخدمات العامة.. وتضمنت المحاضرة مختلف العوامل والوسائل المتعلقة بجوانب التجديد في تطوير الخدمة المدنية ومنها جائزة برنامج التجديد للأداء الخدمي المتميز.
صندوق الخدمة المدنية
كما القى الاخ شكري عبدالمولى محاضرة امام المشاركين استعرض من خلالها مشروع دليل اجراءات صندوق الخدمة المدنية الذي جاء في ضوء قرار الاخ رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الاعلى للخدمة المدنية والاصلاح الاداري الصادر عام 2002م وبموجب قانون الخدمة المدنية رقم «91» لسنة 1991م.. متطرقاً الى جملة الارشادات والنماذج الخاصة باحالة العمالة الفائضة الى الصندوق للمعاش التقاعدي.. موضحاً الاحصائيات والبيانات والخصائص المتعلقة بالعمالة الفائضة في جميع الوحدات الادارية حتى ديسمبر 2002م، حيث بلغ الاجمالي العام «32131» منهم «9332» من الاناث.
البصمة والصورة البيولوجية
من جانبه القى الاخ محمد صالح الهندي محاضرة استعرض من خلالها دور «البصمة والصورة البيولوجية» في إنهاء ظاهرة الازدواج الوظيفي كون هذه الظاهرة تعتبر واحدة من أخطر مظاهر الفساد.
مشيراً الى أن نظام «البصمة والصورة» هو نظام يتم من خلاله التقاط بصمة الموظف وصورته الشخصية في الحال، ويقوم بعمل مقارنة سريعة للموظف مع من هم موجودون بالكامل داخل قاعدة البيانات، ويحدد ما اذا كان قد اخذت بصمته أم لا، حيث يمنع تكرار البصمة لموظف سبق وان تم أخذ بصمته.. وتعتبر مهمة هذا النظام استخراج الموظفين المزدوجين والوهميين ومنع حدوث التكرار مستقبلاً.. ويعتبر نطاقه وحدات الجهاز الاداري للدولة والقطاعين العام والمختلط والسلطة القضائية على مستوى جميع المحافظات والمديريات الواقعة في نطاقها.. وتسبق عملية تنفيذ هذا النظام جملة من الاجراءات.
التوظيف
ومن جانبه ألقى الاخ عدنان عبدالجبار محاضرة قيمة عن عملية التوظيف في ضوء اتجاهات القرار رقم «831» لسنة 3002م بشأن الاسس المنظمة لعملية التوظيف ومتطلبات تنفيذه.. متطرقاً الى مسألة تقييم معايير المفاضلة للاختيار والمطابقة كمبيوترياً.. واستعرض في سياق محاضرته الاشكالات التي لازالت قائمة والمطلوب تجاوزها في عملية التنفيذ الوظيفي وتوحيد نماذج الفتوى المستخدمة، وكذا الطرق والاساليب القانونية في الترشيح والاختيار لشغل الوظائف الادارية والتعليمية.
وخلال فعاليات اللقاء التشاوري قدمت العديد من المقترحات من رؤساء وحدات شؤون الموظفين ومدراء عموم مكاتب الخدمة المدنية بالمحافظات تضمنت الجوانب التنظيمية والتشريعية وتحسين الاداء والامكانيات المطلوب توافرها للارتقاء بأساليب العمل.
وختاماً يمكن اعتبار اللقاء التشاوري لقيادات الوزارة في الديوان وامانة العاصمة والمحافظات ومدراء عموم شؤون الموظفين في الوحدات الادارية خطوة ايجابية هامة على طريق اعادة تفعيل دور وزارة الخدمة المدنية والتأمينات في عملية مواصلة مسار الاصلاح الاداري في الجهاز الاداري للدولة والقطاعين العام والمختلط اذا ماطبقت القوانين النافذة والقرارات والتوصيات التي خرج بها هذا اللقاء.. ولكن ماينبغي قوله هنا ان التجديد واعادة غربلة وتأهيل مدراء شؤون الموظفين ومدراء عموم شؤون الموظفين وربطهم بالوزارة تعتبر من أولوية المهام الماثلة امام الاخ وزير الخدمة المدنية الجديد، كما ان تفعيل دور الرقابة الداخلية والخارجية يعتبر الاساس في انجاح الاصلاح الاداري الشامل، بل والأداة الفاعلة لبلورة البرنامج التنفيذي للبرنامج العام للحكومة في مجال التطوير النوعي للبناء المؤسسي للدولة للفترة من 2003م- 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق